خاص | ضغوط أميركية على العراق لإطلاق سراح المختطفة الإسرائيلية

العربي الجديد

خاص | ضغوط أميركية على العراق لإطلاق سراح المختطفة الإسرائيلية

  • منذ 3 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:

قال مسولان عراقيان في العاصمة بغداد، لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، إن الإدارة الأميركية طلبت بشكل رسمي من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حسم أزمة المختطفة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف وإطلاق سراحها، "بأسرع وقت ممكن"، أو أنها ستواجه تبعات سياسية واقتصادية. وأكد المسؤولان استئناف الحكومة وبمساعدة زعامات سياسية شيعية التحرك مجددا في هذا السياق تجنبا لأي إجراءات أميركية.

واختطفت تسوركوف، التي تُقدّم نفسها باعتبارها "باحثة"، وتحمل الجنسيتين الروسية والإسرائيلية، في مارس/آذار عام 2023 في حي الكرادة، وسط بغداد، من قبل جماعة مسلحة. وتُرجّح دولة الاحتلال الإسرائيلي أنها فصيل "كتائب حزب الله" العراقي. وبعد سبعة أشهر من اختطافها، نشر خاطفوها مقطعاً مصوراً لها وكانت تتحدث باللغة العبرية عن عملها مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، وتكليفها بمهمات داخل العراق، مطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف جرائم الإبادة الإنسانية في غزة.

ووفقاً لبيانات حكومة العراق، فإن تسوركوف دخلت إلى العراق رسمياً بجواز سفر روسي وبعنوان باحثة في مجالات اجتماعية وسياسية. ولغاية الآن لم يعلن أي فصيل عراقي مسلح مسؤوليته عن اختطاف تسوركوف، لكن الاتهامات تتجه إلى أنها جماعة "كتائب حزب الله"، وهي أبرز الفصائل الحليفة لطهران في العراق، والتي تُسيطر على بلدة جرف الصخر، جنوبي بغداد، وتتخذ منها معقلا رئيسا وترفض حتى دخول القوات الحكومية النظامية إليها.

واليوم الاثنين، قال مسؤول عراقي بارز في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر أجرى في الأيام الماضية اتصالات وأوصل رسائل مباشرة لمسؤولين عراقيين، أبرزهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بشأن إطلاق سراح المختطفة الإسرائيلية تسوركوف". وأكد المسؤول، الذي فضّل عدم نشر اسمه، أن بولر "لوّح بحزمة إجراءات عقابية أميركية ضد العراق، سياسية واقتصادية، في حال استمرار احتجاز تسوركوف، واعتبر أن الحكومة العراقية مسؤولة عن إعادتها بأسرع وقت".

واشنطن باتت "هي المفاوض"

وتطابق حديث مسؤول آخر بمستشارية الأمن القومي العراقي مع هذه المعلومات في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، قال إن "واشنطن باتت هي المُفاوض عن إطلاق سراح تسوركوف، وليس إسرائيل". وكشف المسؤول عن استئناف الحكومة العراقية وقيادات سياسية شيعية (لم يسمها)، حراكها تجاه كتائب حزب الله وأطراف أخرى لإطلاق سراح المختطفة بأسرع وقت ممكن، معتبرا أن موقف الحكومة العراقية "محرج للغاية، بسبب عدم تجاوب أي جماعة مسلحة مع الأزمة".

وأكد المسؤول أن الحكومة "تبذل جهودا حقيقية ومهمة في هذا الملف منذ أشهر، لكن الخاطفين لا يتجاوبون بأي شكل من الأشكال، وغايتهم ليست الفدية المالية، وهو ما يُصعّب القضية".

يأتي ذلك بعد يوم واحد من اتصال هاتفي لمستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أكد فيه والتز على "المصالح الأمنية المشتركة"، لافتاً إلى أن "عدم تجديد الإعفاء من العقوبات على صادرات الكهرباء الإيرانية يأتي ضمن استراتيجية الضغط الأقصى التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب ضد إيران"، محذرا من تصاعد الضغوط إذا استمرت طهران في تطوير قدراتها النووية ودعم الإرهاب في المنطقة، بما في ذلك العراق"، بحسب ما أورده والتز عقب الاتصال الهاتفي مع السوداني. 

وتُعرّف تسوركوف نفسها بأنها تتحدّث الإنكليزية والعبرية والروسية والعربية، وتعمل زميلة في معهد "نيولاينز" للاستراتيجية والسياسة، وزميلة بحث في منتدى التفكير الإقليمي، وهي مؤسسة مقرّها مدينة القدس الشريف المحتلة.

وأعلنت السلطات العراقية رسمياً في السابع من يوليو/تموز 2023 أنها فتحت تحقيقاً بشأن اختطاف باحثة إسرائيلية دخلت البلاد بجواز سفر روسي، في مطلع مارس/آذار الماضي، في بغداد، وأكد متحدث باسم الحكومة العراقية أن الحكومة تنتظر نتائج التحقيق وليس لديها تعليق آخر، لكن لم تعلن الحكومة العراقية عن أي نتائج لغاية الآن بشأن هذا التحقيق.

والعام الماضي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ تسوركوف اختُطفت منذ أشهر عدة في العراق، وهي في قبضة كتائب حزب الله، وأنها ما زالت على قيد الحياة، محمّلاً العراق مسؤولية مصيرها وسلامتها، مشيراً إلى أن المخطوفة دخلت العراق بواسطة جواز سفرها الروسي، وبمبادرتها الشخصية، من أجل إجراء أبحاث أكاديمية لجامعة برينستون في الولايات المتحدة.

لكن إليزابيث تسوركوف ظهرت في مقطع الفيديو الوحيد لها بعد اختطافها، تتحدث باللغة العبرية وجاء بترجمة مكتوبة باللغة العربية، عن علاقتها بالموساد الإسرائيلي ودخولها العراق من أجل "تقوية الخلافات الشيعية ـ الشيعية"، وأيضاً لـ"دعم التظاهرات في العراق". 

وقبل أقل من أسبوع واحد من الآن، قال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي إن "بغداد تعمل على تحديد مكان الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف. وأضاف الأعرجي في تصريحات صحافية، أن سلطات بلاده وبتوجيه من رئيس الوزراء وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية "تعمل للوصول إلى مكانها ومتابعة الجماعة التي اختطفتها"، مشيرًا إلى أن "أي جهة لم تُعلن مسؤوليتها عن الحادث". وأضاف "من الضروري أن نعمل بشكل سري وباستخدام علاقاتنا مع الوسطاء لتحديد مكانها".

أسباب دخول واشنطن على الخط

وفي السياق، يقول الخبير بالشأن الأمني العراقي أحمد النعيمي إن واشنطن قررت أن تتبنى قضية المختطفة إليزابيث تسوركوف بدلا من إسرائيل، وهذا ما يجعل العراق في حرج كبير. ويضيف النعيمي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لتحقيق تفوق جديد على مستوى سياسته في الشرق الأوسط، على الأقل أمام الرأي العام الأميركي، وهذا ما يجعل فكرة تراجع واشنطن عن الضغوط على العراق غير واردة، وقد ترتفع خلال الأيام المقبلة.

واعتبر أن "قضية إليزابيث تسوركوف ربما تكون مرتبطة بإيران أكثر مما هي مرتبطة بحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني". وحول ما إذا كان يتوقع أن تفضي هذه الضغوط لإطلاق سراحها، قال النعيمي "نعم، على الأغلب بالنهاية سيتم إطلاق سراحها، لكن بأي شكل أو صورة تفاوض؟ لا أحد يعلم".



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>